بحوث التسويق يعتبر التسويق هو المحور الاستراتيجي بين أي منشأة والبيئة التي توجد فيها ، كما أن مدى نجاح أي منشأة في أداء نشاط التسويق يحدد إلى درجة كبيرة مدى النجاح الذي يمكن أن تنتج عنه عملياتها وهذا ينطبق على كافة المنشئات باختلاف طبيعتها أو نشاطها أو حجمها .
إن الجوهر الحقيقي للتسويق يتمثل في إيجاد أو خلق منافع تضمن استمرار المنشأة ، وإن تصميم وتسويق المنتجات أو الخدمات أو الأفكار التي تشبع حاجات العملاء هو القاعدة أو الأساس لخلق المنافع كما أن إيجاد أو خلق العميل يتطلب التعرف على الاحتياجات السائدة في السوق ويقع على عاتق مديري التسويق بالمنظمات المختلفة مسؤولية القيام بغالبية الأنشطة التي تساعد على خلق العميل .
هناك تعريفات عديدة للتسويق، فقد تم تعريفه على مستوى المنشأة وكذلك على المستوى الكلي ومستوى المجتمع وهنا أورد التعريف التقليدي للجمعية الأمريكية للتسويق وهو " ذلك النشاط الذي يعمل على تدفق السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك ".
وهناك تعريف يقول " التسويق هو العملية الاجتماعية التي من خلالها يستطيع الأفراد والجماعات الحصول على احتياجاتهم ورغباتهم من خلال خلق وتبادل المنتجات والقيمة المقابلة لها " .
وهناك تعريف على المستوى الكلي يقول " التسويق هو نشاط اقتصادي يضمن تحقيق التبادل في أي مجتمع بين الكمية المطلوبة من السلع والخدمات المعروضة من كل منها بما يحقق أهداف ذلك المجتمع ".
مما سبق نستنتج أن التسويق:
1- نظام متكامل يتكون من مجموعة من الأنشطة الفرعية التي تستهدف إتمام عملية المبادلة في السوق وبالتالي فإن الجزئية للأنشطة قد تؤثر على مستوى الفعالية لهذا النشاط .
2- نشاط له أبعاد اجتماعية واقتصادية.
3- يسعى إلى تحقيق أهداف المنشأة في الأجل الطويل من خلال تلبية رغبات وحاجات المجتمع.
4- عملية مخططة ومصممة مسبقا تتطلب قدر من التخطيط والإعداد والرقابة الفعالة.
تعريف بحوث التسويق :إن الغرض من البحث التسويقي هو الحصول على المعلومات التي تساعد في التعرف على فرص السوق و المشاكل التسويقية.
عرف »كوتلر Kotler و ديبوا Dubois « بحوث التسويق بأنها : " عملية الإعداد، الجمع، التحليل و الاستغلال للبيانات و المعلومات المتعلقة بحالة تسويقية" .
و عرفها لامبين Lambin، بقوله : " تتضمن بحوث التسويق تشخيص الإحتياجات من المعلومات و إختيار المتغيرات الملائمة التي بخصوصها يجب جمع، تسجيل و تحليل معلومات سليمة و موثوق فيها" .
و عرفها إسماعيل السيد، بقوله : " بحوث التسويق هي الوظيفة التي تربط المستهلكين و العملاء و الجمهور برجل التسويق، من خلال ما تقدمه من معلومات يمكن إستخدامها في تحديد وتعريف الفرص أو المشكلات التسويقية، أو في التوصل إلى بعض التصرفات التسويقية أو تعديلها أو تقييمها، أو في متابعة أداء النشاط التسويقي أو في تحسين الفهم للعملية التسويقية و طبيعتها. و هي في سبيل تحقيق ذلك تحدد المعلومات المطلوبة و تدير و تنفيذ عملية تجميع البيانات و تحليلها و توصيل النتائج، و ما تعنيه من تطبيقات إلى متخذي القرار بالمنظمة" .
و عرفت الجمعية الأمريكية للتسويق، بحوث التسويق في الآتي : " هي الطريقة العلمية في تجميع و تسجيل و تحليل الإحصاءات عن المشاكل المتعلقة بتسويق السلع و الخدمات" .
ومن خلال التعاريف السابقة الذكر يمكننا إدراج التعريف الآتي : " بحوث التسويق تقوم على جمع و تسجيل و تحليل البيانات و المعلومات حول مشاكل أو ظواهر تسويقية معينة، و ذلك بأسلوب علمي موضوعي منظم، بما يساعد على إتخاذ القرار السليم تجاه تلك المشاكل".
بإمكاننا من خلال التعاريف المقترحة أن نلمس محتويات بحوث التسويق و التي يمكن توضيح جوانبها في النقاط الآتية :
1- إن بحوث التسويق تقوم على أساس وجود مشكلة معينة، أو ظاهرة معينة أو موضوع محدد له أهمية معينة و يحتاج إلى قدر من البيانات و المعلومات غير المتوافرة حاليا لدى المؤسسة أو أن البيانات و المعلومات المتوافرة لدى المؤسسة حول هذا الموضوع لا يمكن الإعتماد عليها لعدم التأكد من شمولها أو دقتها أو حداثتها، أو أن الخبرة الحالية لدى المسؤول غير كافية وحدها لإتخاذ القرار المطلوب أو أن هذا الموضوع له أهميته و آثاره الكبيرة بحيث يستدعي ذلك كله ضرورة الدراسة و البحث قبل إتخاذ القرار؛
2- إن بحوث التسويق هي منهجا منظما Systématique و موضوعيا Objective؛
منظما : يعني أن البحث التسويقي يجب أن يمر من خلال خطوات منظمة تبدأ بتحديد الهدف أو المشكلة و تنتهي باستخلاص النتائج و كتابة التقريرالنهائي، أي يجب أن يتم تخطيط كافة مراحله بدقة من البداية، (سيتم لاحقا شرحها بالتفصيل) .
أما موضوعيا : هذا يعني أن البحث التسويقي يجب أن يكون مجردا من الأهواء و النزاعات الشخصية، بمعنى أن هذا البحث يجب ألا يكون متحيزا و ألا تتحكم العاطفة في إجرائه، خلال أي مرحلة من مراحل البحث، حتى يمكن تعظيم المنافع الناجمة عن عملية جمع البيانات و إتخاذ القرارات الرشيدة على أسس علمية.
و دعما لهذه النقطة فقد عرف " د. عمرو خير الدين" بحوث التسويق بأنها : " الأسلوب الموضوعي و المنظم لتوليد المعلومات للمساعدة في إتخاذ القرارات التسويقية، و يشمل ذلك تحديد البيانات المطلوبة، و تصميم طرق جمع البيانات و جمع المعلومات، و تحليل و تفسير النتائج" .
3- الهدف من بحوث التسويق هو إعداد المؤسسة بالمعلومات للمساعدة في إتخاذ القرارات التسويقية، فبعد تحليل و تفسير البيانات ينتج لدينا معلومات مفيدة تساعد في إتخاذ القرارات، و ذلك يقلل من عنصر عدم التأكد. و يجب أن نؤكد أن بحوث التسويق لا تقوم بإتخاذ قرارات و لكنها تقوم بتوفير و إعداد الإدارة (متخذ القرار) بالمعلومات التي تساعد في إتخاذ القرارات التسويقية على أسس سليمة.
4- إن القيام بالبحوث يتضمن جمع و تسجيل و تحليل و تفسير البيانات التسويقية اللازمة، و يشير جمع البيانات إلى تلك التي تقتضيها الدراسة، و قد تكون بيانات أولية أي يتم جمعها خصيصا لغرض البحث المطروح و يتم ذلك ميدانيا، أو قد تكون ثانوية أي يتم جمعها من قبل و هي منشورة إما من مصادر داخلية أو مصادر خارجية عن المؤسسة. أما تسجيل و تشغيل و تحليل البيانات فتشير إلى عملية جعل البيانات التي تم جمعها محل فائدة لمستخدمها، فمن خلال هذه العمليات تأخذ البيانات معنى معينا يجعلها صالحة لإتخاذ القرارات .
و على هذا يجب أن تتميز بحوث التسويق بالخصائص الآتية :
أ- الموضوعية؛
ب- الشمولية؛
ج- هادفة : حاليا. مستقبلا؛
د- ذات ارتباط بالمشكلات الحالية أو القضايا العلمية القائمة؛
ه- يمكن ترجمتها إلى معلومات يتم الإستفادة منها.
أهمية بحوث التسويق :إن بحوث التسويق هي نتيجة مباشرة و منطقية للمفهوم الحديث للتسويق، لأن العرض (سلع، خدمات، أفكار) الذي يودّ مُنتِج أن يطرحه لقطاع من السوق يجب أن يلائم إحتياجات و رغبات هذا القطاع (مستهلكين)، فيجب على هذا المنتج أن يعرف و يفهم إحتياجات و رغبات المستهلك المستهدف، لكن إحتياجات و رغبات المستهلكين ليست بالمعلومات المتوفرة بسهولة و جاهزة مباشرة، فعلى مدير التسويق أن يبادر في البحث عنها، أي عليه فهم محيطه التنافسي، القانونين الإقتصادي، الإجتماعي و الثقافي .
يقول ماريان ا.راسمو سنMaryanne E. Rasmussen نائب رئيس دائرة الجودة، بمصلحة الرحلات بمؤسسة American Express : " لقد أنفقنا مئات الملايين من الدولارات في محاولة التعرف على إحتياجات المستهلكين" .
فتوفر المعلومات يحدد إلى درجة عالية قدرة المؤسسة على الرد و الإستجابة لما يجري في السوق من أحداث و تكيفها معها، و بالتالي بقائها و إستمرارها.
إذ يقول ماريون ماربر ج.ر Marion Marper J.R أن : " الإدارة الفاعلة لأي مشروع من المشروعات إنما تعني إدارة مستقبل هذا المشروع، و إدارة المستقبل تعني إدارة المعلومات" .
فكما سبق و أن عرفنا بحوث التسويق، فإنها تهدف إلى جمع البيانات عن ظاهرة أو مشكلة معينة، و تصنيف هذه البيانات و تحليلها و تفسيرها بأسلوب منطقي علمي، يستطيع الباحث من خلاله الوصول إلى مجموعة من الحقائق التي يمكن أن تساعده على فهم تلك الظاهرة أو المشكلة.
و هذا بالطبع يساعد إدارة التسويق على إتخاذ القرارات اللازمة بخصوص أساليب التصرف الممكنة للتصدي لتلك المشكلات أو الظواهر.
فبحوث التسويق تسعى إلى كشف المشكلات و نقاط الضعف المحتملة و تقديم العلاج المناسب لتلافيها، و هي بذلك تعالج المشكلات قبل حدوثها، و هو ما يعرف بالدور الوقائي لبحوث التسويق.
و لا يمكن إغفال دور بحوث التسويق في الحفاظ على نقاط القوة التي تتمتع بها المؤسسة و العمل على تدعيمها بتقديم المقترحات التي تكفل للإدارة إتخاذ القرارات المناسبة بشأنها .
فبحوث التسويق كما يقول جيل جولتي Gilles Gaultier : " تعتبر وسيلة إبحار Navigation و كاشف عن المخاطر و القيود، و إدراك الفرص التي تسمح بعرض ما ( أي طرح منتوج، خدمة أو فكرة ما)" .
فيمكن النظر إلى بحوث التسويق على أنها تلعب ثلاثة أدوار وظيفية هامة و هي :
1. الوظيفة الوصفية : و تشمل جمع و تقديم حقائق معينة عن الأوضاع الحالية للسوق، للسلعة، للمنافسين، … إلخ.
2. الوظيفة الشخصية : و تتضمن تفسير و شرح البيانات التي تم جمعها من خلال بحوث التسويق، فهي تقدم إجابات للعديد من الأسئلة المطروحة أمام رجل التسويق.
3. الوظيفة التنبؤية : و هي تعني كيف يمكن للباحث أو المختص في نشاط التسويق إستخدام البحوث الوصفية و الشخصية للتنبؤ بالنتائج المترتبة على إتخاذ القرارات التسويقية المخططة.
و من خلال ما سبق يمكن إبراز أهمية بحوث التسويق من خلال النقاط الآتية :
1-سرعة التغيرات الإقتصادية، التكنولوجية و التنافسية لمحيط المؤسسات يقتضي وقت تكيف قصير، فالقدرة على توقع التغيرات أصبحت مورد إستراتيجي؛
2-تكلفة التسويق و مخاطر الإخفاق العالية في ممارسة نشاطات جديدة ، فبحوث التسويق تسمح بتقليص عدم التأكد لهذه القرارات. فلقد أصبحت هذه البحوث نوع من التأمين ضد مخاطر الإخفاق، ففي بعض الحالات دراسة السوق التي تسبق إستثمار ما، تكون في الغالب مفروضة ( مشروطة) من طرف ممون رأس المال ؛
3-تحسين جودة القرارات المتخذة، إن أهمية بحوث التسويق لا يجب النظر إليها كأداة مفيدة لمديري التسويق فحسب، و إنما كونها تؤدي إلى تحسين عملية إتخاذ القرارات عن طريق إلقاء الضوء على كافة البدائل التسويقية المتاحة و عرض المتغيرات الخاصة بالقرار بطريقة تمكن رجل التسويق من إختيار أفضل البدائل؛
4-اكتشاف نقاط المتاعب و الأخطاء قبل تفاقمها، يستخدم المديرون البحوث لغرض آخر و هو إكتشاف أسباب ظهور مشكلات و أخطاء معينة في القرارات التسويقية بحيث يمكن معالجتها قبل إنتشارها و تفادي حدوثها في المستقبل. و تمكن بحوث التسويق من معرفة أسباب حدوث الفشل في القرار التسويقي المتخذ سواء لأسباب داخلية خاصة بالقرار ذاته أم لأسباب خارجية حدثت في البيئة و أثرت على نجاح القرار؛
5-تفهم السوق و المتغيرات التي تحكمه، تستخدم أيضا بحوث التسويق في تفهم ماذا يجري داخل الأسواق و خصائص السوق الذي تخدمه المنظمة بما يمكنها من ترجمة هذه الخصائص و أخذها في الإعتبار عند إتخاذ أي قرار تسويقي خاص بالسلعة و الإستراتيجيات المصاحبة لها .
و أخيرا، فإن وجود مؤتمر ESOMAR "European Society for Opinion and Marketing Research" منذ 1948، و هو عبارة عن إجتماع سنوي تحتضنه دولة أوربية ما ( باريس 1999) و بمشاركة ممثلين من عدة دول إضافة إلى دول أوربا الغربية فهناك من أوربا الشرقية، أمريكا الجنوبية و آسيا، لخير دليل للأهمية التي توليها الدول الغربية لبحوث التسويق.
فهذا المؤتمر حدد مهمته في : " تشجيع إستعمال بحوث التسويق و الرأي قصد تحسين إتخاذ القرار في المؤسسات و في المجتمع و في جل أنحاء العالم" .
أهم عنصر بخطة البحث هو تحديد مصادر المعلومات والتي تنثسم لنوعين رئيسيين:
المعلومات الرئيسية
المعلومات الرئيسية هي المعلومات التي تخطط للحصول عليها بطريقة ما لتحقيق هدف معين أو حل مشكلة معينة. مثلاً: عمل استبيان لقياس رأي ما. هناك العديد من المواقع التي تقدم خدمة الاستبيان على الإنترنت (online survey) بشكل مجاني أو باشتراك شهري.
المعلومات الثانوية
المعلومات الثانوية هي المعلومات الموجودة بشكل طبيعي والتي يمكنك الحصول عليها ومن الممكن أن تفيدك في بحثك التسويقي. يمكن أن تحصل عليها من خلال الإنترنت (أدوات جوجل أصبح مصدر رائع للمعلومات)، أيضاً موقع الشركة مصدر كبير للمعلومات الغنية والمفيدة عن طريق تطبيق برامج تحليل المواقع مثل برنامج Google analytics، أيضاً هناك أدوات مصادرالشركة الداخلية (رجال المبيعات، خدمة العملاء..)، أيضاً الكتب، الإصدارات الحكومية، الجرائد...وغيرها من الوسائل التقليدية.
المصادر الاولية
يتم الحصول من المصادر الأولية على البيانات التي يتم جمعها لاول مره فهي بيانات (غير جاهزة) في اي مكان وبالتالي لابد الحصول عليها عن طريق الاستبيانات والمقابلات الشخصية والملاحظه (المشاهده) واجرا التجارب التسويقيه.
المصادر
خطوات بحوث التسويق : هناك مجموعة من الخطوات المنظمة التي يفترض على الباحث إتباعها وهي:
أ*- تحديد المشكلة والتعرف عليها.
ب*-تحديد أهداف البحث.
ت*-تحديد نوع البيانات ومصادرها.
ث*-تحديد أسلوب جمع البيانات.
ج*- تصميم نماذج جمع البيانات.
ح*- تحديد نوع وحجم العينة.
خ*- أدوات البحث التسويقي (الاستقصاء، الملاحظة، التجربة)
د*- تحليل وتفسير البيانات.
ذ*- كتابة التقرير.
أ- تحديد المشكلة
لابد من وجود مشكلة تسويقية تواجه المنظمة حتى تقوم بعملية البحث التسويقي، والواقع يشهد بمواجهة المنظمات للعديد من المشكلات التي تحتاج إلى بحوث تسويقية، لكن ليس كل المشكلات تحتاج إلى بحوث تسويقية، لأن هناك من المشكلات البسيطة التي لا يحتاج حلها إلى مثل هذه البحوث.
وتعرف المشكلة بأنها "حدث أو ظاهرة تمثل مخاطر أو تهديدات للمنظمة قد تمنعها من تحقيق أهدافها". ومن أمثلة المشكلات التسويقية التي تواجه المنظمات مشكلة انخفاض المبيعات، ومشكلة زيادة حدة المنافسة في السوق، ومشكلة عدم ملاءمة مهارات رجال البيع لأداء العمل البيعي، ومشكلة التوزيع في مناطق بيعية جديدة، ومشكلة تأثير الإعلان على المستهلكين، وهكذا. ويفترض هنا التفرقة بين المشكلة والأسباب التي أدت إليها، فانخفاض المبيعات هو مشكلة قد ترجع إلى سبب واحد أو عدة أسباب، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن المشكلة قد يحدثها سبب وهذا السبب قد يعتبر في حد ذاته مشكلة تحتاج إلى حل، فانخفاض المبيعات في المنظمة قد يكون سببه عيوب في المنتج، وعيوب المنتج هي مشكلة قد تكون سببها عيوب في المادة الأولية المصنعة منها.
ب- تحديد أهداف البحث
عند إجراء البحث التسويقي يفترض تحديد أهداف ذلك البحث، وبطبيعة الحال تختلف الأهداف من بحث إلى آخر طبقاً لطبيعة المشكلة التي يعالجها البحث، وحجمها، والموارد المالية المرصودة لإعداد البحث، فمثلاً من الأهداف التي قد يسعى البحث التسويقي إلى تحقيقها في مشكلة انخفاض المبيعات في أي منظمة ما هي:
- معرفة أسباب انخفاض المبيعات.
- معرفة ترتيب الأسباب في إحداث المشكلة.
- معرفة ما إذا كانت الأسباب التي أدت إلى المشكلة تمثل في حد ذاتها مشكلة كبيرة أم مشكلة صغيرة.
- معرفة المناطق الجغرافية التي انخفضت فيها المبيعات بدرجة أكبر من المناطق الأخرى.
- معرفة الفترات التي انخفضت فيها المبيعات بدرجة أكبر من الفترات الأخرى.
- معرفة الزبائن الذين أنهوا تعاملهم مع المنظمة، وأولئك الذي خفضوا مشترياتهم من المنظمة، وأولئك الذين لم يخفضوا مشترياتهم من المنظمة.
ت- تحديد نوع البيانات ومصادرها
يقصد بنوع البيانات في بحوث التسويق ما إذا كانت بيانات عن المنتج أم السعر أم التوزيع أم الترويج أم رجال البيع أم الزبائن أم المنافسين أم الموردين، وهل هي بيانات اقتصادية أم سياسية أم ثقافية أم اجتماعية أم تقنية، إذ يفترض التحديد الدقيق لنوع البيانات وذلك بسبب الاعتماد عليها في التحليل والتفسير، والوصول إلى النتائج.
أما مصادر البيانات فهي على نوعين:
- المصادر الثانوية: تلك البيانات المتوفرة في:
n سجلات المنظمة
n التقارير المنشورة وغير المنشورة.
n الغرفة التجارية والصناعية.
n مراكز الإحصاء والسكان.
n الوزارات المعنية.
n الجامعات والمعاهد.
n مراكز البحوث.
n المجلات والكتب والصحف.
- المصادر الأولية: ويقصد بها البيانات التي تم جمعها لأول مرة، فهي بيانات غير موجودة (غير جاهزة) في أي مكان ويفترض الحصول عليها من خلال إعداد استمارات الاستبيان والمقابلات الشخصية والملاحظة أو المشاهدة، وإجراء التجارب التسويقية.
ث- تحديد أسلوب جمع البيانات
يتم تحديد الأسلوب المناسب لجمع البيانات في ضوء اعتبارات عدة منها:
- أهداف الدراسة.
- نوع البيانات المطلوبة.
- درجة الدقة المطلوبة لجمع البيانات.
- الوقت المخصص لجمع البيانات.
- مدى أهمية الالتزام بعينة البحث وخصائصها.
ويتم جمع البيانات بوسائل عدة منها:
- استمارات الاستبيان Questionnaires
- المقابلات الشخصية Interviews
- الملاحظات Observations
- التجارب التسويقية Experiments
ج- تصميم نماذج جمع البيانات
يتم جمع البيانات في نماذج معينة، ويتم بعد ذلك تفريغها وتصنيفها لغرض إجراء التحليل لها. فمثلاً يتم الحصول على البيانات عن طريق الاستبيان بتصميم قائمة بالأسئلة المراد الحصول على إجابات عنها من المستقصى منهم.
ح- تحديد نوع وحجم العينة
يتم اختيار العينة من مجتمع البحث، حيث يعرف مجتمع البحث بأنه "جميع المفردات (الزبائن، المنظمات، الموزعين... وغيرهم)" وتعرف العينة بأنها "جزء من المجتمع"، فإذا اختار الباحث التسويقي دراسة المجتمع بأكمله فإنه يقوم بدراسة جميع المفردات، وفي أغلب الأحيان ولاعتبارات تتعلق بالكلفة والوقت والجهد والإمكانية فإن الباحث يقوم بدراسة جزء من المجتمع (أي دراسة عينة من المجتمع).
خ- جمع البيانات
يقصد بجمع البيانات القيام بتنفيذ الأعمال الميدانية للبحث التسويقي، وهذا يعني توجيه الاستبيانات إلى المستقصى منهم والحصول منهم على الإجابات، وكذلك فيما يتعلق الأمر بإجراء المقابلات الشخصية والمشاهدات، أو الملاحظات، والقيام بالتجارب التسويقية لجمع البيانات. وتستخدم بعض المنظمات ما يعرف بالاستخبارات التسويقية Intelligence Marketing في الحصول على البيانات والمعلومات التي لا تتمكن الحصول عليها بالطرائق الاعتيادية مثل البيانات المتعلقة بالمنافسين، إذ تستفيد المنظمة في وضع استراتيجيتها التسويقية.
د- تحليل البيانات وتفسير النتائج
في هذه المرحلة يقترب الباحث من الانتهاء من بحثه، وهي مرحلة خطيرة نظراً لأنه بناءً على عملية تحليل البيانات يتم تفسير النتائج، وبناءً على تفسير النتائج يتم وضع التوصيات التي يمكن أن تساهم في ترشيد اتخاذ القرارات التسويقية، ويستخدم الباحثون في هذه المرحلة أساليب إحصائية بسيطة أو متقدمة حسب المشكلة محل البحث التسويقي، وحجم البيانات المتاحة، والدقة المطلوبة في النتائج، وعملية التفسير.
ذ- كتابة التقرير
وهو ملخص البحث التسويقي إذ يحتوي في الأساس على مقدمة البحث ومشكلة البحث ونتائج البحث وتوصياته ويقدم مكتوباً في مجلد على غلافه عنوان البحث وتاريخه والجهة التي قامت به.
تقرير البحث التسويقي أولاً - ماهو التقرير :
يعرف التقرير النهائي للبحث التسويقي بأنه عرض نتائج البحث التسويقي على بعض الأفراد المهتمين بهذه النتائج لتحقيق هدف معين. وتبدو أهمية التقرير النهائي للبحث التسويقي للأسباب التالية :
- أن التقرير النهائي هو النتيجة النهائية لعملية الحث التسويقي.
- أن التقرير النهائي يمثل النتيجة النهائية لعملية البحث التسويقي التي يعتمد عليها في اتخاذ العديد من القرارات التسويقية ذات الصلة بموضوع البحث.
ثانياً – العوامل الأساسية في التقرير :
توجد مجموعة من العوامل التي يجب على مقدم التقرير أن يأخذها في الاعتبار وهي :
§ التركيز على قراء التقرير.
§ توفير المعلومات المطلوبة.
§ اكتمال التقرير مع الإيجاز
§ دقة التقرير.
ثالثاً – تنظيم التقرير :
يجب على الباحث التسويقي أن يحدد الأسلوب الملازم لتنظيم التقرير. وفيما يلي عرض لتنظيم التقرير التسويقي والذي قد يكون ملائماً لبعض التقارير ولكنه لا يكون مناسباً لتقارير أخرى :
1. صفحة العنوان.
2. قائمة المحتويات ( الفهرس ).
3. ملخص التقرير ( يقدم إلى المديرين ).
4. صلب التقرير.
5. قائمة المراجع.
6. ملحق البحث.
7. الترقيم.