قالوا لي لماذا لم تحب حتى الآن وأخبروني بأن الحب لا يأتي مصادفة كما يدعي الآخرون
"اذهب وابحث عن الحب بنفسك لأنه لن يأتي بمفرده إليك"هذا ما قالوه لي.
عملت بنصيحتهم وبدأت البحث بحثت عن الحب في كل مكان في الشارع في قاعات الدرس في الحدائق والساحات وحتى في مواقف الباصات كنت دائما أتفاجئ بالمشهد الدائم وجوه مقنّعة وأجسام مقيّدة لا تشف عن ما في داخل الناس
رجعت إليهم أخبرتهم بما جرى ضحكوا وقالوا يجب أن تبحث عن الحب في القلوب لا في الوجوه
عندها أدركت غلطتي وبدأت من جديد رحلتي في البحث عن الحب لكني رجعت مرة أخرى خالي الوفاض
كنت دائما حينما أحاول الوصول للقلوب أصطدم بوجوه مقنّعة وأجسام مقيدة رجعت إليهم فأخبروني بأني يجب ألا أيأس وأني يجب أن لا أقف عند تلك الأبواب وأني يجب أن أدخل إلى القلوب
عندها عدت إلى البحث من جديد طرقت الأبواب واستأذنت الأذان بالدخول ولكني كنت كلما ددقت بابا أراه موصدا
بحثت وبحثت ولكن دون جدوى
رجعت إليهم فلم أرى أحدا لكني سمعت صدى أصواتهم تأتيني من بعيد "أنت هناك" تلفت يمنة ويسرة لم يكن أحد غيري واقف في هذا المكان سمعت كلامهم مجددا "ابحث في داخلك عن السبب ولا تعود مجددا إلينا"
رجعت منكسرا حزينا تائها مشيت ومشيت وحينما تعبت جلست على أحد كراسي الحديقة نظرت من حولي لأرى نفسي وحيدا والعشاق من حولي كل بجانبه من يحب
استيقظت من أفكاري على وقع كرة ارتطمت بساقي كان الأولاد يتقاذفونها إلى القرب مني دون أن انتبه إليهم غضبت وتجهمت وهممت بقذف الكرة بعيدا لكن أحد الأولاد أقترب مني بعفوية وقال "أنا آسف لم أقصد هل أستطيع أن أأخذ الكرة" لا أدر ماذا حصل بعد ذلك، تأملت الأولاد وهم يلعبون ويتراكضون وأدركت نعم أدركت أن القناع الذي رأيته على وجوه الناس مازال يغطي وجهي وأن القلوب المقفلة سببها قلبي منذ ذلك الحين أسقطت كل الأقنعة عن وجهي رجعت طفلا يضحك ويبكي ويعبر بوجهه وبجسده عن كل ما في قلبه بعفوية وبدون تكلف عندها فتحت قلبي وأحببت كل الناس . من حينها لم أعد أبحث عن الحب لأن كل الناس أحبوني